مازال يبهجنا منظر تلك الشجرة الخضراء الضخمة المزينة بالشموع والقناديل والمحاطة بالهدايا الثمينة والألعاب الجديدة المغلفة بأبهى أوراق الزينة ومنظر الثلج الأبيض يتساقط من حولها ليعطيها جوا من الفانتازيا الحالمة مصحوبا بتلك الترانيم والموسيقى العذبة التي طالما ذكرتنا بطفولتنا البريئة السعيدة غير المدركة بما حولها.
غير أن منظر تلك الشجرة فقد جزءاً كبيرا من ذلك الجمال والرومانسية اللذين طالما ظننا أنهما موجودان فقط في البعد الافتراضي لتلك الشجرة. لأننا فهمنا ماهيتها وتاريخها وارتباطها الذهني وبُعدها السياسي وأثرها الفكري وصراعها الديني . فتحول ذلك المنظر البهيج إلى منظر يهيج في النفس كل ما ارتبط بها وما أحاط بها من أحلام وخيال ليحيله إلى خيبة أمل وواقع مؤلم.
تلك الشجرة تقف شامخة منتصبة في قلب الوطن المسلم محاكية تقاليد الغرب النصراني ومقدسة له ومباهية به غير عابئة بما يقبع على كاهل الأمة لتدخل موسوعة جينيس للتخلي عن الهوية والجري وراء التبعية، وهي تعزف الموسيقى الكنائسية للميلاد مع أولى خيوط الفجر مع أصداء الآذان.
في كل الأحوال، عام هجري أطلَّ، وعام ميلادي يطل علينا وكلنا أمل أن يعم الخير على العالم أجمع...
Inspired