Saturday, February 12, 2011

هل تنحي مبارك مبارك؟



وماذا بعد تنحي مبارك؟
هل ستكون الأمور أفضل؟
وهل هو الوحيد الذي كان عليه أن يتنحى عن السلطة؟
وهل هو الأسوأ؟
وهل هناك من يستطيع إدارة الشعب ويحقق كل أمانيه ويقضي على الفقر والبطالة؟
وهل هناك من سيحكم دون ظلم أو أنانية أو طغيان؟
رضى الناس غاية لا تدرك. والشعوب بعامة عليها أن تفهم أن مفهوم الحرية المطلقة هو مفهوم خيالي، لأنه يقتضي أن كل فردٍ حرٌ فيما يفعل وفيما يقول دونما اعتبار للضوابط الدينية والشرعية والقانونية والمجتمعية وحتى الإنسانية!
التغيير قد لايكون مفيدا أحيانا. قد يكون عهد "مابعد مبارك" أسوأ، وأخشى أن يأتي اليوم الذي يتحسر فيه المصريون على تظاهرهم على مبارك، وعلى مطالبتهم برحيله!
والمفاجأة هي أن الإعلام العربي كله تفجر يبارك تنحيه، وكثير من الشخصيات المؤثرة سواءاً دينيا أو سياسيا أو فنيا أو إعلاميا هنأت الشعب المصري وباركت له وبالغت في وصف الرئيس الراحل على أنه طاغية زمانه. وكأنه قبلا لم يكن الرئيس وبطل حرب أكتوبر!
وما خبر صدام حسين والعراق ببعيد! هاهو الآن العراق يعاني عواقب وويلات عهد "مابعد صدام"!
من حق الشعوب أن تعيش كما تريد ولها حرية اختيار من يقودها ويحقق رخاءها لكن مأخذي هو على الإعلام الذي ضخم الموضوع بطريقة منتنة! لا نعلم من سيكون ضحية الإعلام المرة المقبلة لكن بالتأكيد أنه كان أحد أبطاله في وقت ما.
على العموم هذه مجرد رؤية لا أكثر، لست مع مبارك أو ضده لكن كل ما أتمناه لمصر وكل الشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع العيش بسلام في ظل العدالة والحرية والتسامح.

Inspired

5 comments:

  1. تحية صباحية مفعمة بالخير لكم ولنا ... لعلي كنت قد أشرت في تدوينتي الأخيرة صباح الخير يامصر إلى أن القادم أصعب ، حتى إنني لم أركز على الفرحة بذهاب رئيس أو تولي آخر ... ولهذا لعل الشعب المصري مما يرسخ في ثقافته أنه ليس هناك أمر مطلق أو مثالي أو سيأتي بما لم يأت به الأولون ... المشكلة أننا عاطفيون وفي الوقت نفسه لازلنا نتكلم أكثر مما نفكر ... أيضاً ثقافة الفهم والوعي بما يدير البلد من دساتير أو أنظمه للأسف تكاد تكون محصورة في نطاق ضيق لأننا شعوب تعودت أن تأخذ ولا تعطي ولعل من يدير أمور الآن للأسف تلبستهم نفس شخصية المواطن يأخذ ولايعطي وإن أعطى فمن خلال الإدارة السيئة للمال العام ... أيضاً الشأن السياسي عندما يكون محكوم بالعامل الخارجي وهو الواضح نتيجة للعلاقات الدولية المتشابكة ومكانة البلد أي بلد في محطية كثيراً ماتكون عائقاً أمام طموحات الشعوب ... وهذا لايمنع من أن يكون هناك أنظمة وقوانين تضبط الأمور في البلد على أن تكون عادلة وفيها مبدأ الثواب والعقاب والله المستعان .

    ReplyDelete
  2. تحيات لك أختى و تحية للأخ تركى الغامدى . و أنا أراكم متشائمان جداً . وتتوقعان شر مستطير سوف يحدث برحيل مبارك . أولاً أطلب منك فقط أن تتابعى الاخبار هذه الايام و سوف ترين الكم الهائل من السرقات و الفساد اللذى أستشرى بمصر على مدار 30 عام .مليارات سرقت أملاك الدوله نهبت ..المستوى الصحى و التعليمى فى الحضيض .بطاله فوق 40% .سحون و معتقلات .موت أثناء التعذيب . هذا هو مبارك عزيزتى .نعم من أبطال اكتوبر على عيونا و رؤسنا .لكنه تغير و أصبح طاغية .الملك و المال أعمى بصيرته .
    ثانياً : الا تعتقدونأن مصر ليس فيها من العقول و السياسين و الوطنيين غير العقلية العفنه للنظام العسكرى ؟ هناك الالاف من العظماء المصريين يقدروا أن يحكموا البلد .
    ثالثاً لا أحد فى الدنيا يريد الحرية المطلقة كما تتحدثين عنها . نتحدث عن الحرية المشروعه فى ان يختار الفرد من يحكمه و يستطيع أن يغير وزير فاسد و يقترع ويشارك فى وضع قوانين بلدة و أن لا يوضع فى الاعتقال بدون سبب و يكون آمن على نفسه و أسرته ..
    الحياة سوف تتغير فى مصر لا محال لأان من مصر من 1000 عام لم تقرر مصيرها اللا هذه المرة .
    المرات السابقة كانت اما احتلال أو أنقلاب عسكرى . ولكن هذه المرة الشعب هو اللذى اختار و سوف يثور ثانية إذا راى الظلم مرة أخرى

    لماذا التشائم يا سادة ؟

    تحياتى لكم

    ReplyDelete
  3. الفرق الجوهري عزيزتي بين وضع العراق ووضع مصر هو ان نظام صدام حسين تم اسقاطه بقوى خارجية بينما مصر كان الشعب فيها هو الحكم وهو الصوت الذي أسقط النظام "قوس قزح" قبلي شرح/ـت هذه النقطة

    لا أتوقع ان التغيير انتهى برحيل مبارك بل هذا هو بداية الطريق وأعقد ان الشعب المصري يعي ذلك,الشعب الذي خرج "يريد إسقاط النظام" ولم يكتفي بالهتاف ضد مبارك.. الطريق طويلة لكن طالما ان الشعب أصبح على الطريق الصحيح واصبح الفرد المصري يشعر بقوته وكرامته كإنسان تفرض وجودها على ساحة بلده...فهناك إذن أمل ...أمل بحجم الملايين التي عانت تحت نظام مبارك لكنها لم تفقد الحلم بمصر أفضل

    أختلف معك جدا جدا في مسألة التضخيم الإعلامي...الحدث بحد ذاته كان ضخما..مصر لاعب أساسي في الشرق الأوسط وعلى صلة بكل القضايا الجوهرية فيه وعلى رأسها القضية الفلسطينية مما يعني أن إسرائيل وكل العالم الغربي يعي خطورة هذا التغيير ويخشى تغير المزاج العربي واتجاه الشعوب بعكس مصالحهم في الشرق الأوسط

    لذا نعم التغطية الإعلامية الضخمة كانت بحجم الحدث بل أعتقد انها يجب ان تستمر بدورها كراصد لإرهاصات هذه الثورة ونقلها ونشرها للعالم ليراها و كعامل لحمايتها من الإلتفاف عليها من القوى الغربية التي ستحارب حتما لحماية مصالحها في المنطقة

    ليس في الأمر عاطفية وسطحية بقدر مافيه من وجوب انتهاز الفرصة..نحن دائما نتغنى بالحرية ونحلم بها والآن رأينا أن الشعب المصري حصل على فرصته..فماذا سيفعل بهذه الفرصة الذهبية؟؟

    الفرصة التي أثق ان لاحد من جيلنا عاش ورأى أو سمع عن مثلها فكلنا غالبا أبناء أنظمة وجدت نتيجة الاستعمار الاجنبي الذي قسم "الكعكة" قبل ان يرحل ببدنه لكنه بقي فينا بالإنهزامية والتشاؤم الذي زرعه فينا

    هذه ليست فرصة للشعب المصري أو التونسي فقط بل هي فرصة لنا جميعا كشعوب عربية ومسلمة ان نشارك في عملية التغيير التي ستكون حتما مؤلمة وصعبة وطويلة لكننا نرى الآن أنها أصبحت على الأقل "ممكنة" وهذا يكفي!


    احترامي,
    وفــاء

    ReplyDelete
  4. Inspired، إجابة عن اسئلتك فنحن بلد أنتج علماء عالميين و يعج بدكاترة و متخصصين في مختلف المجالات، لا أظن أن إيجاد شخص أقدر على إدارة البلاد من طيار كمبارك سيكون أمر صعب، و لا نريد عدالة مطلقة، فقط لا نريد ظلم مطلق، كما لا نريد أن نرضي الجميع، لكن لا يوجد شخص راضي في مصر إلا هؤلاء الذين سقطوا مع تنحي مبارك و ظهرت فضائحهم و مازالت تظهر بتلك الأيام، لذا نريد فقط أن نحقق بعض الرضاء، لا رضاء مثالي كامل.

    كما ترين، ثورتنا منظمة و سلمية جداً و لم نهرع إلى الشوارع بعد سقوط نظام مبارك لتفجير الكنائس أو لتفخيخ السيارات، بل أتضح حتى أن تفجير الكنيسة الأخير كان لنظام مبارك يد فيه من خلال وزير داخليته، لا توجد فتنة طائفية أو أي أمور مشابهة تستدعي التضارب و التقاتل هنا، و دعكِ من تفجر الإعلام بالفرحة بتنحي مبارك، فلا أصدق من فرحة الشعب الذي عاش على تلك الأرض لعدة عقود بخلاف الإعلام -و عذراً، أيضاً بخلافكم- فرحة هذا الشعب ليست آتية من الإعلام أو من تأثير الفضائيات، بل آتية من الحياة التي أختبرها هنا لكل العقود الماضية، لمدى سوئها و فسادها و بشاعتها، نحن، و نحن فقط، من يدرك حقاً معنى سقوط نظام مبارك، نحن من يدرك ما نحن قادرين على فعله الآن، و نعلم أن تحقيقه لن يكون صعباً بعد تخطي الخطوة الأصعب، و لن نغرق في فوضى كالعراق لأن جيشنا لم يختفي كما حدث بالعراق، الحياة الآن عادت لشكل طبيعي جداً، النظام السياسي تعاد هيكلته، و لا أجد أي إستنتاج منطقي قد يؤدي بنا للخوف من مرحلة ما بعد مبارك.

    أما الحديث عن أنه بطل أكتوبر، فيا فاضلة، أبطال أكتوبر هم هؤلاء الذين ذهبوا للحرب و لم يعودوا، لا هؤلاء الذين سرقوا كل الفضل لمجرد أنهم نفذوا أوامر قادتهم و نقلوها لعساكرهم أو طياريهم!، لكن حتى إن أعتبرناه بطل أكتوبر -رغم أن هذا الأسم لم يظهر سوى مع توليه السلطة أي بعد 8 سنين من الحرب- فلا يوجد سبب واحد لتحمل ظلم طاغية لثلاثين عاماً لمجرد أنه كان بطل في حرب مر عليها ما يقرب أربعين عاماً، فحتى الخلفاء الراشدين كانوا يؤكدون على المسلمين بوجوب نزعهم من الخلافة إن وجدوا أنهم خرجوا عن العدل و حسن الحكم.

    تركي الغامدي، نحن، الشعب المصري، لم نتعود أن نأخذ و لا نعطي كشعوب عربية أخرى، فلو كنا كذلك لما كنا نمر خلال يومنا برزق بالكاد يكفي، بالحقيقة إعتاد النظام أن يجعلنا نفعل العكس، نعطي و لا نأخذ، و هذا يبرر مئات مليارات الدولارات و التي تتخطى في مجموعها أكثر من بليون جنيه مصري و الموجودة في أرصدة عصابة مبارك، كما أننا بالحقيقة نملك وعي جيد بالدستور و القوانين و لهذا كانت مطالبنا بالحقيقة دستورية، فعدد المتظاهرين تخطى عدد من أنتخبوا مبارك لذا فالشرعية الدستورية بشكل طبيعي تنتقل لنا، من لم يحترم الدستور كان مبارك في نقله سلطة البلاد إلى المؤسسة العسكرية، فدستورياً، يجب نقلها لرئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية، فكما ترى أخر من يهتم بالدستور فعلاً هم مثل هؤلاء الرؤساء الفاسدين.

    إحترامي لكِ Inspired و لك أيضاً تركي الغامدي، و تحيتي لوفاء و قوس قزح (f)


    FAR...CRY

    ReplyDelete
  5. @يحيى
    كما ذكرت في الردود السابقة ليست المسألة هي تشاؤم أو أن الحدث بحد ذاته لم يكن ضخما، وإنما هي مسألة تخوف مما سيحدث، وطبيعي جدا أن تكون أي مرحلة انتقالية مرحلة حرجة ومقلقة في تاريخ أي شعب...
    وكما ذكرت أيضا مأخذي على التناقض والتفاوت في الرأي فالإعلام هو من صنع أولئك الحكام الذين ربما لم يصنعوا التاريخ ولكنه ضخمهم ثم في لحظة ينسفهم بوابل من الاحتقار والاستصغار...

    ReplyDelete