سؤال طالما راودني! من يحمينا من الخادمات والسائقين والمستخدمين لدينا؟
حوادث كثيرة، وجرائم متعددة، قتل وسحر واغتصاب وسرقة وغيرها من الجرائم التي كثيرا ما نقرأ عنها في الصحف، أو نسمع عنها في الأخبار أو من أحاديث الناس، أو ربما شهدها كثيرون منا وغيرنا وكلها من وراء الخدم!
وجود الخادمات والسائقين في حياتنا المعاصرة أصبح جزءا مهما جدا ولا يمكن الاستغناء عنه، فطبيعة حياتنا الآن تتطلبهم وبشدة. فالمرأة تعمل خارج المنزل وتحتاج من يساعدها في ترتيب المنزل وتحضير الوجبات والغسيل والكي والتنظيف، وغيرذلك من الواجبات المنزلية، التي ماتلبث أن تنتهي منها حتى تتجه إلى تدريس الأولاد ومساعدتهم في وظائفهم المدرسية، وبعدها تتجه إلى واجباتها الوظيفية، ومنها إلى واجباتها الزوجية...وما أن ينتهي اليوم حتى تنتهي هي معه، وهذا طبعا بوجود الخادمة!فما بالك إن لم تكن هناك خادمة أصلا!
والأب أيضا مشغول فهو لا يخرج من عمله إلا الساعة الثالثة بعد الظهر، يتناول غداءه، ويرتاح قليلا ثم يعود إلى أعماله الأخرى، سواءا كان وردية ثانية أو عملا آخر، أو إنهاء أمور متعلقة بشركته، أو غير ذلك فالحياة صعبة وتأمين البيت، والزاد والحياة الرغيدة بات أمرا عسيرا في كثير من الأحيان...وأولاده وزوجته يحتاجون من يقلهم إلى مدراسهم، وقضاء حوائجهم فبالتالي لا غنى عن السائق!
ومهما حاولنا جاهدين أن ننظم أوقاتنا أو نجدول أعمالا لا بد أن يطرأ أمر ويغير أجندتنا!فهم شر لا بد منه.ولا يمكن أن نستغني عنهم، وحتى لو سُمح لنا نحن النساء بقيادة السيارة، للاستغناء عن السائقين، فلن نستغني عن الخادمة، لأن الرجل (السعودي)، ولا أعمم، لن يرضى أن يغسل الصحون أو يكنس الأرضيات.
إذن مالحل؟
حين نستقدم خادمة، يملي علينا المكتب أمورا غريبة، ويتفوه أصحابه بأمور أغرب. فمثلا دائما ما يقولون أن في بلاد الخادمة أو السائق كذا وكذا، وأن علينا أن ندفع المبلغ الفلاني في حال حصل للخادمة أو السائق كذا وكذا. لكن ماذا يحصل حين يعتدي السائق على أطفالي؟ ومن سيدفع في بلدي لي المبالغ حين تضع لي الخادمة سحرا؟
لماذا لا توجد روادع وضوابط يُبلغ بها هؤلاء أنه في حال خرقها سيحصل لهم كذا وكذا؟ لماذا لا توضع شروط وقوانين تٌبلغ بها الجهات المعنية في بلادنا وبلدانهم أيضا أنهم هنا للعمل والخدمة وأنه في حين الاعتداء على أحد سيعاقبهم القانون وأن يوفعوا تعهدا على ذلك؟
أليس القانون لحماية الشعب! أم أن القانون لا يحمي المغفلين؟