التغيير هو واحد من السنن الكونية التي لا جدال فيها والتي يجب أن نتقبلها في جميع أمورنا، فالحياة تتغير والناس يتغيرون والظروف تتغير، ووجهات النظرتتغير، والآراء تتغير. وتبعا لهذا التغير تستجد أمور وتختلف ثقافات وتتقارب أخرى، والحياة مستمرة.
غير أن ما يدهشني كثيرا هو وجود أشخاص في هذه الحياة لا يستطيعون تقبل التغير في حياتهم، والغريب أنهم أشخاص في مقتبل العمر من جيل مواليد الثمانينات والتسعينات، ومع ذلك نجدهم يتحدثون دائما عن الماضي والذكريات وأيام "أول" وكأنهم أشخاص تعدوا الخمسين من العمر. والغريب أنهم في حديثهم يتكلمون عن أمور لم يشهدوها، بل شهدها أباؤهم أو أمهاتهم، وغالبا ما يختمون حديثهم بعبارات بائسة مثل "ليت زمان أول يرجع"أو "متى ترجع أيام أول". لا بأس في أن يتذكر شخص ذكرياته الجميلة أو خبراته الماضية ليستفيد منها في حاضره ومستقبله، أو أن يتذكر أشخاصا كانوا جزءا من حياته ثم رحلوا. لكن أن يجعلها حديثه الدائم ، وأن يكون حبيس الماضي، وأن يقارنه بحياتنا الآن، فهو أمر يجب أن نتخطاه وأن نتطلع لما هو آتٍ. نعم كانت هناك أمور رائعة في الماضي، لكن يوجد أمور رائعة الآن. فالحياة ستستمر، وكل شي يتغير فسبحان من لايتغير!
Inspired